ومن أساليبه التزاور الذي حث الإسلام عليه كثيراً ، ومنه المراسلة ، وإحياء المناسبات الإسلامية ، والمشاركة في فعاليات تعاونية بغية توطيد الأواصر بين الأخوة المؤمنين ، تضاف إليها الرحلات القصيرة والطويلة ، وهذا مما يزيل الكثير من حالات الإرهاق الجسدي والنفسي والخمول الفكري .
4 - الترفيه السياحي :
ويشمل زيارات المراقد والعتبات المقدسة ، والمناطق الأثرية ، والتأريخية ، والسياحية الجميلة ، وهذه الرحلات ضرورية لما تعطي من فائدة نفسية وثـقافية .
إن الترويح والترفيه – أيّاً كان شكله – ليس هروباً من ضغوطات الحياة كما يتصوره البعض ، وإنما هو استعداد وتأهب لمواجهتها من جديد ، وليس كما يصفه آخرون أنه تصريفاً للطاقة الزائدة فمن ليس له هدف ، وإنما هو توظيف نافع وسليم لتلك الطاقة سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعة . ومن شرائط الترويح الذي يشجع الإسلام عليه هو : 1 - أن يكون خالياً من المفاسد والمضار والبطلان والحرمة .
2 - أن يخلو من الإسفاف والإسراف والاستغراق والذي يستهلك الوقت بأجمعه.
كما يستحب أن ينشأ عن الترفيه أو أي استثمار لوقت الفراغ نفع خاص أو عام ، لأنه يكره للشاب أو الشابة أن يكونا فارغين لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة .
وهذه قصة صغيرة تفيدنا في هذا المورد : ففي ذات صيف قائظ ، وفي المدينة المنورة ، أراد أحد الذين يكيدون بالإسلام وبأئمته أن ينال من الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) حينما رآه خارجاً في حرّ الظهيرة اللاهب كي يعمل في حقله ، فقال له : ( أفي مثل هذه الساعة تطلب الدنيا !! فماذا لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال ؟ ) فأجابه الإمام الباقر ( عليه السلام ) إجابة تعطينا درساً ثميناً بصفتنا شباب : ( أما والله لو جاءني الموت وأنا في هذه الحال لجاءني وأنا في طاعة من طاعات الله ) .